قلب الأسد
كريم كسيلة زياني من اللاعبين الموهوبين الذين ضحوا وصبروا كثيرا من أجل الوصول إلى المبتغى وتحقيق النجاح الذي لم يؤمن به أحد سوى الأب رابح، ومن قبله الجد فاتح والعمة نعيمة المقيمة بفرنسا، من خلال اكتشافهم لموهبة كريم منذالصغرحيث لاحظوا شدة تعلق الصبي بالكرة من خلال تفننه في مراوغة زملائه الذين يكبرونه سنا ويفوقونه قامة وبنية مورفولوجية، سواء في الحي الشعبي الذي شب فيه كوربفوا بضواحي باريس بفرنسا، وبحي لاكناب بمدينة بجاية•
حسبما أكده لنا ابن عمته رياض بيطاش،الذي يعتبر كريم بمثابة أخ وزميل، والعلاقة قوية بينهما إلى حد الساعة• فكريم زياني المتشبع بعادات وتقاليد المجتمع القبائلي الذي ينحدر منها والده، الذي ولد وترعرع بعاصمة الولاية بجاية بحي سيدي الصوفي بالمدينة القديمة، حيث لم يقطع قط الصلة بها من خلال عدم تفويته فرصة قضاء عطلة الصيف مع الأولاد الذين كبروا على حب المدينة التي تعلقوا بها، خاصة كريم الذي ربط منذ الصغر سلسة معارف مع شبان حي لاكناب المحاذي لثانوية الحماديين التي تتوسط حي دواجي وأعمريو، حيث يقطن جده منذ سنوات•• ما يفسر الأعداد الكبيرة للبجاويين الذين يتابعون أخباره ويشجعون كل الفرق التي حمل الوانها قبل أن يصنع اسما له في عالم الاحتراف•
مشوار حافل لزياني الذي كاد قصر قامته أن يقف حاجزا في وجه طموحه وأمنيته في أن يصبح لاعبا محترفا، لولا شجاعته وكذا ثقة أبيه في إمكانياته وتشجيعه له لعدم الاستسلام والإبقاء على الأمل قائما منخلال الثقة في نفسه وإمكانياته، الأمر الذي أوصل الفتي قصير القامة إلى المبتغى بفضل الدور الطلائعي الذي لعبه والده، ولم ينكره ابنه مدلل الشعب الجزائري برمته•
الجد تنبأ بمستقبل زياني الرياضي
كشف لنا رياض أن الجد فاتح، الذي يبلغ من العمر 80 سنة،يعتبر بالنسبة لكريم مصدر إلهام وافتخار كونه مجاهد شارك في ثورة التحرير ولاعب كرةالقدم سابق من خلال تقمصه لألوان مولودية بجاية• كان دوما يشجع كريم الذي يملك مكانة خاص في قلبه، للمضي قدما في مشواره الرياضي، حيث كان يحضر المباريات التي كان يشارك فيها كريم رفقة أبناء الحي في ملعب الزياتين بالمدينة القديمة قبل أن ترحل العائلة إلى مسكن لاكناب قادمة من المسكن العائلي بالعاصمة بحي سوسطارا، حيث تنبأ الجد فاتح المتواجد بفرنسا رفقة الجدة للعلاج بنجاح كريم في مشواره الرياضي•
أبوه زرع فيه الروح الوطنية وحب الجزائر
وحول سؤالنا عن السر الذي جعل زياني محبوب الشعب الجزائري في وقت قصير، أكد ابن عمته أن ذلك راجع للتربية التي شب عليها كريم، رغم أنه ولد وكبرفي فرنسا إلا أنه تشبع بالروح الوطنية من خلال افتخاره بالمشوارالثوري لجده الذي كان يقص عليه المعارك التي خاضها إبان الثورة التحريرية، إلى جانب الدور الكبير الذي لعبه والده وإلى حد الساعة في تسيير مشواره الرياضي حيث ضحى الكثير من أجل وصول ابنه إلى ما هو عليه، مقدما له النصح وموفرا له كل ظروف النجاح حيث كان يصطحبه إلى الجزائر لقضاء عطلة الصيف قصد استرجاع الأنفاس والثقة بالنفس،إلى جانب موهبته الرياضية، حيث كان بمجرد وصول خبر تواجده ببجاية لأبناء الحي الذين يتنافسون لضمه إلى فريقهم رغم صغر سنه لضمان الفوز• بقي متواضعا ووفيا لأصدقاء الصبا
خلال حديثنا المطول مع ابن عمته رياض، الذي كان محاطا بمجموعة من أبناء حي لاكناب الذين استشهد بهم كونهم أصدقاء الطفولة لزياني، اكتشفنا درجة تواضع النجم الصاعد زياني الذي بقي وفيا لأصدقائه معهم، حيث يبعث دوما لنا السلام عبر ابن عمته رياض، على حد قول أحدهم، أبرز بشكل خاص تواضع كريم صاحب المبادئ الذي لم تغيره الشهرة حيث بقي متواضعا، وكما عهدناه بشوشا رغم درجة الحياء التي تميزه•
كان يعشق بجاية ويفضلها على العاصمة
محدثنا أكد لنا أن زياني ومن شدة تعلقه ببجاية التي كان يفضلهاعلى العاصمة، حيث استقرت العائلة منذ سنوات بحي سوسطارة، إذ كان دوما يجد ضالته مع مجموعة الأصدقاء من أبناء الحي في لعب الكرة بملعب فورايا المشهور بتربته الحمراء،إلى جانب التنقل ككل الأطفال من الحي مشيا على الأقدام إلى شاطئ الزيفواط مرورا عبرغابة الزياتين، إلى جانب الزيارات التي كنا نقوم بها للمعالم التاريخية ككاب سيفليوقمة القرود بفورايا، مناظر خلابة عشقها منذ الصغر ويزورها في كل زيارة حيث كانت الأخيرة مباشرة بعد عودته من البطولة الإفريقية التي نظمت بتونس•
كان يشجع اتحاد العاصمة
ما يؤكد شدة تأثر زياني بأبيه هو تشجيعه منذ الصغر للفريق الذي يحبه والده رابح، حيث كان مسامعيا وفيا، في حين كل العائلة تشجع شبيبة بجاية، ''فلم نوفق في التأثير عليه لتغيير وجهته، نظرا لصغر سنه حينها وعدم تألق الشبيبة البجاوية التي كانت في بداية مشوار رد الاعتبار•
لم ينس عائلته في لقاء رواندا
رياض الذي يفتخر بإنجاز ابن عمه، كشف لنا أن كريم لم ينس عائلته حيث وجه الدعوة له رفقة أخيه لحضور مواجهة الجزائر أمام رواندا ''حرص كريم على أن أقيم رفقة أخي وباقي أفراد العائلة في فندق الميركور في ظروف جيدة، لم يفارقنا أول لحظة، عرفنا عن قرب بزملائه في المنتخب خاصة مجيد بوقرة الذي أكد أن كريم دوما يحدثه عن العائلة وبجاية قبل دعوتنا باستضافته مستقبلا، عندما تتاح الفرصة له للمجيء رفقة زياني•
كريم إنسان معطاء يرفض التشهير بأعماله الخيرية
وفيما يخص المشاريع المستقبلية لزياني في الشق الخيري، على غرار ما يقوم به نجوم الكرة في العالم، كما فعل زيدان في بلدية بوخليفة التي تبعد عن مدينة بجاية بـ 10 كيلومترات، رفض محدثنا الخوض فيتفاصيل مشاريع كريم زياني الخيرية كون مدلل الخضر يفضل الإبقاء عل سريتها أمام إلحاحنا على رياض لذكر أحدها، كشف لنا عن مبادرات تمس كرة القدم سبق له تمويل عدة دورات كروية من نتظيم أصدقائه ببجاية، أين أعطى إشارة انطلاق دورة تكريمية لأحد سكان الحي الذي المتوفى حيث لعب 5 دقائق في آخر زيارة له لبجاية عام 1996 •
سيمول أكبر دورة كروية ببجاية
وفي ذات الصدد، أكد رياض قبول والد النجم زياني تمويل مشروع أكبر دورة كروية ستشهدها ولاية بجاية على شاكلة كأس الجمهورية، أين ستكون التصفيات على مستوى البلديات ثم الدوائر ومنه الدورة النهائية بعاصمة الولاية، مع إمكانية حضور زياني شخصيا مع الوالد اللقاء النهائي•
الجزء الثاني