زكري: “سعدان دمر المنتخب معنويـا من خلال قوله إننا جئنا إلى المونديال
لكي نتعلّم”
نشر في : 28-06-2010 | 00:00 | من طرف
في هذا الحوار
الهاتفي الذي أجريناه معه في مكان تواجده في العطلة السنوية بسوسة
التونسية، يتحدّث نور الدين زكري عن الكثير من الأمور الخاصة بالمنتخب
الوطني، وكذا أزمة التسريحات الأخيرة بينه وبين إدارة الوفاق.
لخصت
المشاركة الجزائرية في كأس إفريقيا بـ “بدأناها بمهزلة وأنهيناها بمهزلة”،
فكيف تلخص المشاركة الجزائرية في كأس العالم؟
(يضحك)... أظن أن هذه صعبة
قليلا، فأنا طيلة الفترة السابقة سكت ورفضت الكلام عن المنتخب الوطني، حتى
لا يقولون إن زكري شوّش على المنتخب الوطني، ولكن بعد نهاية “المونديال“
الآن سأتكلم.
تفضّل، تكلم وقيّم...
أظن أنه بإمكان الجزائر أن تفعل
أفضل بكثير مما فعلناه في كأس العالم هذه، لولا السياسة المتخذة وخاصة في
الكثير من الأشياء التي سبق لي أن أشرت لها وحتى قبل كأس أمم إفريقيا، ولكن
الأمور سارت بالعقلية نفسها، السياسة نفسها إلى غاية نهاية المونديال،
وكنت الوحيد الذي كان يسمّي الأشياء بمسمياتها على هامش كأس أمم إفريقيا.
في
أيّ مجال تقصد؟
في مجال خيارات اللاعبين والقائمة التي شاركت في كأس
أمم إفريقيا، وبعدها في المونديال الكثير من اللاعبين لم يكن لهم المستوى
الإفريقي، رغم أن عددا منهم قدم الكثير للجزائر، ولكن لا يوجد شيء في كرة
القدم اسمه اللعب التكريمي أو الأقدمية، من لا يمكن أن يقدّم لا يذهب.
لنسمّ
الأشياء بمسمّياتها!
مثلا، أولى الأسماء التي لا أعلم سبب وجودها في
الفريق الوطني هو عبد القادر غزال، الذي كنت أول من تحدّث عن عدم مقدرته
تقديم أي شيء، وهذا بعد أول دعوة وصلته بحكم معرفتي له في إيطاليا، إنه
لاعب عاد جدا ولا يمكنه أن يقدّم الإضافة للمنتخب الجزائري، والأكثر من ذلك
لم يسبق أن لعب قلب هجوم صريح في إيطاليا وفي حياته الرياضية، رغم أنه
أمضى عقدا مقبولا للتنقل من الدرجة الثالثة إلى الأولى، ولكن لم يبرهن حتى
في سيينا، وقد قلت بشأنه من قبل إن الطير إذا أراد أن يقلد مشية الغراب
فسيضيّع مشيته ومشية الغراب، وهذا المثل الذي قلته بشأن غزال منذ أكثر من
سنتين، ولكن لا أحد كان يسمعني في الجزائر بخصوصه.
ولكن هذه المرّة
منصوري لم يلعب؟
بالنسبة لمنصوري أقول الحمد لله أن الوقفة التي جاءت
ضده، لم تكن من الجمهور الجزائري المحلي، أي هنا في الجزائر، لأن التصفير
جاء من الجزائريين في ألمانيا، وكل دول أوروبا، والذين قالوا لا نحبّ
منصوري ولا نريده، وكانت وراء قرار الطاقم الفني بتنحيته من المكانة
الأساسية التي لم يكن يستحقها منذ أكثر من سنة.
لكن لماذا قلت الحمد لله
أن التصفيرات جاءت من الجمهور الجزائري في أوروبا وليس المحلي؟
لو صفّر
على منصوري جمهور ملعب 5 جويلية أو البليدة، لتمّ اتهام الجمهور الجزائري
(المحلي) أنه لا يعرف الكرة و، و، و... ولكن لمّا جاءت تصفيرات الحق من
وراء البحر قبلناها، وتم إبعاد منصوري بسرعة، رغم أنني شخصيا وطيلة 6 أشهر
التي قضيتها في الجزائر، بيّنت لي أن الجمهور المحلي في الجزائري يعرف جيدا
كرة القدم وكانوا في المستوى دوما خاصة في مباريات المنتخب الجزائري. ولا
يتمّ لوم الجمهور الجزائري سواء هنا أو وراء البحر، لأنه لعب دوره كما
ينبغي وعلى الدوام، ولكن الجمهور هُمّش في الطموح رغم أن ثقافة الجمهور
الجزائرية تفهم جيدا كرة القدم.
ما هي أهم النقائص الجديدة التي شاهدتها
في “الخضر“ خلال كأس العالم مقارنة بكأس إفريقيا؟
أهم النقائص تمكن في
الفلسفة، لأن الفريق تمّ تدميره من الناحية المعنوية، لمّا قيل له إننا
سنلعب في كأس إفريقيا من أجل التحضير لكأس العالم، وفي كأس العالم قيل له
إننا جئنا إلى هنا لكي نتعلم، وهذا ما أنقص طموح اللاعبين وإرادتهم في
تحقيق نتائج أفضل، لأنهم حُضّروا معنويا من أجل الاكتفاء بالقليل.
هذا
كلام سعدان، هل هو المتهم بالتدمير المعنوي للمنتخب كما سمّيته؟
لا شك
في ذلك، ولكن هناك شيء آخر، لأنه لمّا يقول المدرب هذا الكلام ويتفق معه
الجميع ولا يعلقون، فهذا معناه أن الجميع في درك واحد، لأنه كان من المفترض
أن يتدخل أيّ من القائمين على شؤون الكرة الجزائرية ويقولون له: توقف،
ماذا تقول! لأن الفريق الحالي للجزائر كان بإمكانه أن يحقق أكثر في كأس
إفريقيا وفي كأس العالم أيضا، لأنه كان من المفترض أن نجرّب حظوظنا أكثر.
ما
هي النقاط السلبية الأخرى؟
الانضباط، ما أصبح يحدث في كل مباراة من
مباريات الفريق الوطني في المدة الأخيرة أمر غير عاد تماما. هل معقول أن
تكون لنا 3 بطاقات حمراء أمام مصر، وبطاقة حمراء أمام سلوفينيا، وأخرى أمام
الولايات المتحدة، دون نسيان الاحتجاجات المتكرّرة على الخيارات التكتيكية
أو لا يتحدّثون مع المدرب، وأثناء التغييرات، وهذا يدلّ على أن الانضباط
غير موجود في الفريق، والسبب في هذا أن القانون يطبّق على لموشية ولكن لا
يطبّق على اللاعبين القادمين من وراء البحر.
بما أنك صريح وتعطي
الأسماء، ما هي الأسماء التي تراها في رأيك لعبت كأس العالم وهي لا تستحقّ
ذلك؟
غزال، منصوري، صايفي، جبور وزياني، هذا الخماسي لم يكن يستحق
التواجد في كأس العالم، الرباعي الأول مستواه لا يسمح له بتقديم أيّ شيء
للمنتخب لو لعب لساعات متتالية وليس أياما، أما زياني ففي مواجهات كأس
العالم لعب لنفسه وليس للمنتخب وكان أداؤه سلبيا جدا على المنتخب ميدانيا،
وكان الاسم والقميص فقط حاضرين فوق الميدان وليس اللاعب. وهناك ربما أسماء
أخرى في الجدد لا تستحق المنتخب، ولكن عدم الاعتماد عليها لم يسمح لنا
بمعرفة مستواها الحقيقي مثل بلعيد ومجاني.
على ذكر الجدد، كيف تقيّم
مردوهم؟
لحسن قدم أداء رائعا من الناحية الدفاعية، ولكن لم يقدّم الأداء
الهجومي المنتظر منه وهذا ربما يعود للخطة التكتيكية، والحال نفسه مع قدير
الذي أدّى دوره الدفاعي في الرّواق، ولكن في الوقت نفسه لم يقم بأي عمل
هجومي، ولم تكن له فتحة عرضية واحدة في 3 مباريات متتالية. ولكن على العموم
الأداء الدفاعي للمنتخب كان رائعا، عكس الهجوم أين أرى أن مطمور وُكّلت له
مهام ليست من اختصاصه، ورغم أنه لاعب ممتاز إلا أننا لم نستغله استغلالا
جيدا وتمّ توظيفه توظيفا خاطئا.
لو كان زكري هو مدرب الجزائر في جنوب
إفريقيا، كم من نقطة تراها من حق الجزائر في المجموعة التصفوية؟
الجزائر
كانت في مجموعة تصفوية تعتبر أقل مستوى من بقية المجموعات، بدليل أن
المنتخب الأمريكي متصدّر المجموعة أقصي في ثمن النهائي، وإنجلترا التي
تأهلت من مجموعاتنا ستقصى هذا الأمسية من طرف الفريق الألماني (الحوار أجري
صبيحة أمس قبل لقاء إنجليزا وألمانيا)، وأنا كمدرب ألعب دوما للفوز ولو
كنت أنا مع المنتخب وتمّ إبعاد 5 أسماء التي ذكرت وتمّ جلب 5 أسماء أخرى
بدلا منها، فأنا متأكد أن النتائج ستكون أفضل والتأهل إلى الدور الثاني
مضمون.
من هم اللاعبون الخمسة الذين تراهم أصلح بدلا من الخماسي الذي
تراه مُفلسا؟
زياية، مترف، حاج عيسى، دراڤ، ولموشية، هذا الخماسي
المحڤور، كان تواجده في الفريق الوطني يعطي إضافة، لأننا لعبنا دون قبل
هجوم وهو الدور الذي كان سينجح فيه زياية ودراڤ، كما لعبنا دون صانع لعب
وهو الدور الذي بإمكان حاج عيسى القيام به، كما لعبنا دون وسط ميدان هجومي
وهو الدور الذي يؤدّيه مترف أفضل من كلّ الموجودين، وحتى لموشية يعرف
الجميع قيمته في وسط الميدان الدفاعي. ولكن أريد أن أضيف شيئا آخر.
تفضل
!
تعجبت كثيرا لدوران الكثير من الفنيين والمدربين على رابح سعدان بعد
الإقصاء من كأس العالم، لأنه ليس لهم الحق في نقد سعدان وهو الذي ظلوا
يداهنونه منذ بدء مشواره على رأس “الخضر“، واليوم لمّا أقصينا “داروا
عليه“.
من تقصد بالضبط؟
الكثير من اللاعبين القدامى ومن رؤساء فرق
ومن، ومن، ومن كانوا يشكرون سعدان على هامش كأس أمم إفريقيا الأخيرة،
وقصاصات الجرائد موجودة، أرى أنه ليس لهم الحق في التكلم بعد الإقصاء، لأن
من يريد أن يتكلم عليه أن يتكلم قبل أن تقع الفأس في الرأس، وأكثر فئة ليس
لها الحق في الكلام هم المدربون الذين أشرفوا على المنتخب الوطني في وقت
سابق، وكانت نتائجهم هزلية، فعليهم أن يتركوا المنتخب وشأنه، لأنهم فشلوا
وكان فشلهم 10 أضعاف من فشل سعدان نفسه.
كيف ترى مستقبل الفريق الوطني؟
الجزائر
دوما تملك طاقات وتملك الإمكانات، وبالعقليات الحالية لا يمكن أبدا أن
نصنع فريقا كبيرا، لأن الأهم أن نقول الأسود أسود والأبيض أبيض، أما أن
نكتفي بنقطة واحدة ولا نسجّل أي هدف ثم نقول إن المشاركة مشرفة، فهذه
الذهنية لن توصلنا أبدا لصنع فريق كبير.
بماذا نختم الحديث عن الفريق
الوطني؟
الفريق الوطني سيذهب دوما ضحية فلسفة المدرب الذي يذهب ويعود،
هذا الأمر حدث في إيطاليا لمّا عاد ليبي الذي توّج مع بلده بكأس العالم في
2006، يومها كان يستشير كابيلو، تراباتوني، وإنشلوتي، ولكن لما عاد هذه
المرة وحيدا لتواجد الثلاثي السابق في إنجلترا، إيرلندا وتشيلزي لم يحقق
شيئا، ولم يأخذ بالنصائح ولم يتخلّ عن جيل زامبروتا وغيرهم وكانت الكارثة
في إيطاليا. الأمر نفسه حدث لفرنسا أين أثبتت المدرسة الفرنسية فشلها سواء
مع منتخب فرنسا أو مع المنتخب الجزائري المتكوّن من لاعبين خريجي المدرسة
الفرنسية. وعلينا ألا نقيّم أداء مدرب في مقابلة جميلة واحدة، لأنه في هذه
الحال حتى “كفالي“ الذي كانت نتائجه الرسمية مع الجزائر كارثية تمكن من لعب
لقاءين كبيرين أمام الأرجنتين والبرازيل.
إذا عدنا إلى الوفاق، ألا
ترى أن الفريق متأخر كثيرا في التحضيرات؟
نعم، الوفاق متأخرا كثيرا في
التحضيرات، لا يمكن أن ننكر هذا، ولكن لا ننس أن الوفاق لعب أكثر من 60
مباراة ولا بدّ للاعبيه من راحة أطول مقارنة بلاعبي بقية الفرق. ولكن بما
أن القوائم لم تتحدّد قوائم المستقدمين نهائيا والمسرحين، وقائمة المتربصين
فأقول أننا متأخرين جدا، ولكن في 15 يوما سيكون تحضير لمواجهة الترجي حتى
نكون جاهزين خاصة من الجانب التكتيكي والنفسي، حتى لا تقل درجة الجاهزية عن
70 بالمئة، لأن نقاط اللقاء الأول مهمة جدا-%