حقوق الطفل
بينما كنت في طريقي إلى السوق لشراء بعض الأغراض
المنزلية وكان الجو ممطرا وباردا تتخلله رياح لاسعةٌٌ،إذا بي أعثر
على طفلة لا يتجاوز عمرها العاشرة،وجهها شاحب وملابسها بالية
ومبللة،يرتعد جسدها النحيف من شدة البرد.وكانت هذه الطفلة
تبكي بكاء أليما حتى ظننت أنها فقدت أحد والديها.لمنني عندما
أقتربت منها وسألتها عن سبب بكائها، أجابة بأنها فقدت النقود التي أعطتها سيدتها لشراء بعض اللوازم،وأنها لا تستطيع العودة
إلى البيت بدون لوازم أو نقود،لأنها تعلم ما ينتظرها من عقاب
بالضرب المبرح والكي بالنار وما إلى ذلك من أصناف التعذيب.
بكيت لحال هذه الطفلة المسكينة،و الذي المني أكثر هو
سنها الالمبكر الذي لم تنعم فيه كمثيلاتها من الصبيان باللعب
و المرح و التمدرس،إنها تحملت مسؤولية الحياة منذ نعومة أظافرها
لأنها تساعد نتلك الأجرة الهزيلة والدتها الأرملة .حزنت لحال
هذه الطفلة البريئة و أعطيتها النقود التي ضاعت منها لشراء ما
طلبته مشغلتها.فرحت الطفلة وشكرتني على
هذه المساعدة.رجعت إلى البيت وأنا جد متأثر لحال تلك الطفلة
البئيسة،ولما تلاقيه هي ومثيلاتها من أنواع الممارسات التي تتنافى
مع حقوق الطفل
*معلومات عامة حول ظاهرة تشغيل الأطفال.
استنادا إلى البحث الوطني حول التشغيل
الذي أنجز سنة 2000،يقدر عدد الأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين 7و14 سني
ب5.4ملايين،منهم حوالي 600.000 من العاملين أي 11% من فئة
السن هذه و 800.000 طفل من نفس شريحة السن أي 14.5% هم
بدون عمل.